الثلاثاء، 4 يوليو 2017

نُشر في الثانيةِ صباحًا.







تفتح عيناك وهما كثقلِ ذرتين من نجم نيوتروني، تشعرُ بالهلع للحظةِ الأولى ولدقائق تستمر 
بالتحديق إلى اللاشي، تحركهما نحو عقاربِ الساعة بلا إكتراث، تستمر بالتحديق وشيئاً فشيئًا 
تشعر بفناء الزمن، بفناء المكان، بتلاشي الجمادات من حولك، حتى تطفو في الفراغ.

تهرع صوب المرآة، بالكاد تنظر إليك دون إشمئزاز، وأنت الذي لا يشوبكَ شيء.
:أنا غول، غول العزلة.




تراقب الماء وهو يغلي، وببطء يتآكلك القلق، تعضُ شفتك السفلى حتى تدمي
ومن ثم تتسأل: ما الجدوى؟

تعيشُ معركة، تبدأ بالسيرِ بين إكتظاظِ الوجوه، ترغبُ بالإنزواء، تشعر بيدينِ ذات أصابع طويلة 
تقترب منك لتؤذيك، حتى يسحق الألم عظامك، ألم يشبه أن تجر على طريق حتى يُسلخ جلدك
 ألم يشبه أن تتنفس بثقوب في رئتيك.




: من أنا؟
تتكلم فتشعر بأنك أخْرس، تنصت فتشعر بأنك أصم، ترى فتشعر بأنك أعمى.

تبحث عن الأجوبة، تغرق في دوامة لا نهائية، يمرُ وعيك عبر أزمنةٍ متعددة، تشعر بأنك تشيخ
 تصلي أن تنهار دفعةً واحدة، لا دفعات.

يغمرك إشتهاء الوجود للحظات، تأخد حبة الدواء التي يشبهُ طعمها صدأ الحديد ثم تهرع
 إلى حوض الغسيل لتتقيأ أحشائك الداخلية، حتى تتمزق. 

تعيش ويلات الخوف، تشعر بأنك عبدًا لا حرًا، وبأن اللحظة أزلية.




تعود إلى التحديقِ في اللاشيء بعد أن غرزت الحياة
 أنيابها فيك، وصيرتكَ كالزجاجِ المهشم، تصلي أن لاترى المزيد
 من فظائعها حتى تغلقُ عينيك.



"اللوحات إلى nicola samori"
4 يوليو- 2017