نشأت منظمة اليونيسيف العالمية بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية، حيثُ واجه الأطفال الأوربيون خطر إنتشار المجاعة
والمرض في كانون الأول/ ديسمبر عام 1946 لتوفير الغذاء
والكساء والرعاية الصحية لهم.
وإستمرت اليونيسف في عملها بعد الحرب العالمية الثانية بوصفها منظمة تابعة للأمم المتحدة , وهي الوكالة الحكومية
الوحيدة المكرسة لحماية حقوق الأطفال على وجه الحصر، والمفوضة من قبل حكومات العالم لتعزيز
وحماية حقوق الأطفال ورفاهيتهم.
وتشترك منظمات المجتمع المدني، بما فيها الشركاء من المنظمات الدولية غير الحكومية،
بشكل كبير في أعمال اليونيسف في 158 دولة تمارس فيها اليونيسف نشاطها.
كما يتم التشاور مع المنظمات الغير الحكومية في المقر الرئيسي نيويورك حول صياغة السياسة.
وحالياً توظف اليونيسف أكثر من سبعة آلاف شخص يعملون في 155 بلد في سائر أنحاء العالم.
1959 :إنشاء وكالة من أجل الأطفال
إن الأطفال في مختلف أنحاء العالم يواجهون دوامة مستمرة من المرض والفقر تحبط التنمية العالمية،
وكانت مهمة اليونيسف هي مهمة قيمة لا تقدر بثمن.
ففي الوقت الذي أصبحت فيه اليونيسف جزءًا دائماً من الأمم المتحدة في عام 1953،كان عمر تلك المنظمة سبع سنوات، حيثُ كانت تعمل في حوالي 100 بلد. وفي عام 1959 جاء في إعلان الأمم المتحدة لحقوق الطفل
أن ما يعانيه ملايين من الأطفال من جوع وفقر ومرض وتمييز وجهل إنما يشكل انتهاكاً لحقوقهم الأساسية
ومن ثم تغيرت حياة الأطفال إلى الأبد.
1960 – 1979: عقود التنمية
وتقرر أن تقدم اليونيسف ما هو أكثر من مجرد الإغاثة الإنسانية. ففي الستينات والسبعينات من القرن العشرين
أصبحت قضايا التغذية والصحة والتعليم والأسرة مجالات تركيز إضافية لليونيسف. وفي تلك الفترة
كان نصف إنفاق اليونيسف يُكرس للتعلُّم وأصبحت اليونيسف محط أنظار العالم في سنة 1965 لنيلها جائزة نوبل للسلام
وثبتت فعالية إدخال استراتيجيات غير باهظة التكلفة - من قبيل تقديم المغذيات الدقيقة واليود وفيتامين (أ) ومقويات الحديد ـ
وأصبحت اتفاقية حقوق الطفل، التي اعتُمدت في عام 1990 من أكثر المعاهدات الدولية
التي اعتمدت دولياً في التاريخ. وأثناء هذا العقد أيضاً:
نَضم مؤتمر القمة العالمي من أجل الطفل أكبر تجمع لقادة العالم وناقشوا فيها النزاعات وأعمال الإبادة الجماعية
للأطفال ,والخطر نتيجة للألغام الأرضية والمجاعة والتجارة بِهم .كما أنها تحرمهم من حقهم في أن ينعموا بطفولتهم.
2000 – 2006 : الأطفال يمثلون محور التنمية
ولقد كانت الأهداف الإنمائية التي وُضعت في عام 2000 بمثابة مشروع للتنمية العالمية
حتى سنة 2015. ومنذ بداية القرن الجديد :
إحتلت مشاركة الشباب مركز الصدارة في الدورة الاستثنائية للأمم المتحدة المعنية بالأطفال
وكان لوباء فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز الشامل تأثير على حياة الأطفال
لم يكن له مثيل من قبل، مما شكَّل تحديات جديدة فيما يتعلق بالتقدم الاجتماعي.
وما بدأ كتجربة مؤقتة قبل 60 عاماً قد أصبحت اليونيسف الوكالة الرائدة في العالم فيما يتعلق بشؤون الأطفال.
واليوم، تعمل اليونيسف في أكثر من 190 بلداً، بحيث تعمل مع الناس والشركاء لجعل العالم مكانا أفضل للأجيال القادمة.
وستون عاماً هي مجرد غمضة عين في مسار التاريخ، ولكن في تلك الفترة الزمنية القصيرة أصبح العالم مكاناً مختلفاً تماماً بالنسبة للأطفال. وبإسترشادنا بالأهداف الإنمائية للألفية ستواصل اليونيسف تطورها ومواجهة التحديات التي يواجهها الأطفال في عالم معقَّد ومدهش.
تعمل اليونيسف مع شركائها وداعميها لبناء عالم أفضل لكل الأطفال. كل ذلك وغيره يذكرك بأننا معًا